الأيام الأخيرة في العبرانيين
السؤال:
كيف آمن كاتب العبرانيين بأن التاريخ قد وصل إلى الأيام الأخيرة بمجيء يسوع المسيح؟
الإجابة:
آمن كاتب العبرانيين أن التاريخ وصل إلى قمّته، إلى أيامه الأخيرة، بمجيء المسيح. في الحقيقة، فإن أول جملة من الرسالة إلى العبرانيين، أو الأفضل أن ندعوها العظة إلى العبرانيين، تبدأ بهذا، أليس كذلك؟ أن "اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا" وهنا نراه يقوله "فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ"، في ابنه الذي ورث اسمه شخصيًا، الاسم الإلهي، والذي يحكم ويملك عن يمين العظمة. وهكذا، فهذه هي الجملة الأولى من الرسالة إلى العبرانيين، بل إنها أول أربعة أعداد فعليًا، أي المقدمة. وبالتالي، فإن هذه الفكرة المشهورة في العهد الجديد، أي أنه تم تدشين الأيام الأخيرة بمجيء المسيح، المجيء الأول للمسيح وسيكتمل عند عودته. وبالتالي، فبينما ينظر العهد القديم للأمام تجاه يوم المسيا هذا، أي عصر المسيا-ونرى هذا مثلًا في يوئيل2: 28-32- فالعبرانيين يقول لنا أن هذا الوقت قد جاء الآن. وهذه هي الأيام الأخيرة لأن الله قد تكلم الآن بالكلمة الأخيرة والحاسمة في ابنه. ما الذي يحتاج أن يقوله بعد ذلك؟ ما الذي يحتاج أن يفعله؟ فالفداء المنتظر، الفداء الموعود، قد تحقق الآن، أو كما يقول بولس أنه في المسيح "النعم والآمين". نفكر في جزء مثل الإصحاح 10: 8 و9 و10 حيث يقول إن كل هذه الأمور التي حدثت في العهد القديم، الذبائح والهيكل، وكل هذه الصور كانت تشير إلى يوم الاسترداد الأخير، يوم الاسترداد الأخير هذا. أو فكر في الإصحاح 12 حيث يقول: "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ،" الذي يقودنا إلى هذا المكان الأخير، هذه المدينة الأبدية الأخيرة، والتي يشير إليها الإصحاح 12، وخصوصًا 22-24- جماعة المؤمنين، الحضور العظيم لله، حيث يوجد المسيح، والملائكة، والجماعة العظيمة، الاحتفال الذي يجمع الكل، المكان الأخير- فيقول أن هذه هي الأيام الأخيرة، وينقصها شيئًا واحدًا لتكتمل، وهو عودة المسيح وملكوته، الأمر الذي دشنه مجيئه الأول في شخصه وفي عمله على الصليب.
Dr. Barry Joslin is Associate Professor of Christian Theology and Program Coordinator, Biblical and Theological Studies at Boyce College